لطالما كان الفن جزءًا من حياتنا, سواًء كان لعرض فكرة ما أو للتعبير عن ثقافة شعب. وقد يساعدنا الفن على الهروب من الواقع أو البقاء فيه لبعض الوقت. وبالفن, نستطيع فعل أي شي مثل الذهاب إلي أي مكان, أو أن نكون أي شخص.
إن علاقتنا بعالم الفن لم تكن ولن تكون أبدًا في حالة ركود, فنحن نخلق الأعمال الفنية بأنفسنا ولكن في بعض الأوقات يستطيع الفن إنشاء فكرة لتغيير المجتمع على مر الأجيال.
وعلى الرغم من إتساع الفن وأشكاله التي لا حصر لها, سواًء كنتَ فنانًا أو لا فدعنا نتفق علي شيء واحد: إن الفن بدون هُوية كالشجرة بدون جذور ويمكن لأي عاصفة ثقافية أن تزيله من الوجود.
وبالمناسبة, صادفنا خمسة فنانين نود أن نسلط الضوء عليهم ونكتشف كيف استطاعوا إبراز هويتهم في أعمالهم الفنية.
تقى عسل
أريد أن يطّلع كل الناس على الفن الذي أقدمه ويقدرونه وأن أصنع فنًا جميلًا ظاهريًا للعين وباطنيًا بما يحمله من معنى وعمق
تقى مصممة الجرافيك المقيمة في الإسكندرية، أحبت الرسم منذ الطفولة. بتشجيع من والدتها، وبدأت في تطوير نفسها، واشترت لوحة رقمية للرسم. وقررت رفع فنها إلى مستوى جديد في الكلية وقامت بعمل تجاري صغير منه.
ما الذي يلهم فنك الآن؟
أعتقد أن كل فنان يجب أن يكون له هُوية وأصل ليبدأ منه،" وبالنسبة لي ما استلهم منه الأفكار دائمًا هو الفولكلور المصري."
وأبدت تقى أيضًا إعجبها بتمسك الفنانين الإيرانيين بهويتهم. فهي تشعر أن الطريقة التي يتمسكون بها بتراثهم وتضيء كل قطعة فنية يصنعونها. وهذا ما جعلها تشعر أن واجبها نحو التراث المصري هو إنشاء عمل فني مشتق من الحكايات المصرية القديمة وهذا لكي تنشر الثقافة المصرية.
" وأضافت بكل ثقة "أنا مصرية ومسلمة وهذا ما يعطي لفني معنى "
أخبرينا المزيد عن ماراثون الطوابع
".أحب تحدي نفسي، لذلك قررت اختيار عنصر واحد من ثقافتنا كل يوم لمدة 30 يومًا وإنشاء طابع منها"
هل يمكنك أن تخبرينا بالمزيد من التفاصيل عن "مهرجان الفلكلور المصري"؟
"تفاجأت عندما علمت أنه لا يوجد مهرجان في مصر للفولكلور المصري، ولذلك قررت إنشاء مهرجان بنفسي. وسوف ينعقد في مكتبة الإسكندرية لمدة ثلاثة أيام. وسيكون اليوم الأول هو يوم تعريفي، لتبادل المعلومات حول الرموز الرئيسية للفولكلور المصري. وفي اليوم الثاني، سنشارك المعلومات حول الفنانين المصريين المهتمين بتعريف ثقافتنا وفننا. أما اليوم الثالث هو يوم التسوق حيث سيتم بناء سوق لبيع البضائع المستوحاة من هذه الرموز، لأنه هنا في مصر، وتذهب مجموعة مختارة فقط من الناس إلى المعارض الفنية. ولذلك أرى أن أذكى طريقة لجعل الفن في متناول أيدي جميع الناس هو بيعه كمنتجات صغيرة وأدوات يدوية."
هل يمكنك اختيار كلمة واحدة لوصف فنك؟
"إحياء! أحاول استعادة هويتنا المصرية بما أقدمه"
إيهاب الحمزاوي
لم أتخيل أنني سوف أجد وظيفة كفنان خط, حتى التقيت ببعض الأشخاص الذين ساعدوني حقًا في ذلك
بعد أربع سنوات من العمل الحر وسنتين من التعلم والممارسة، لا يزال إيهاب يعطي الفضل الكامل في موهبته لوالده ويقول إيهاب: "أعتقد أنه شيء وراثي".
وبدأ شغف إيهاب بفن الخط عندما كان طفلاً: "علّمني والدي كيفية كتابة الحروف العربية بشكل جميل، حتى أنه أراني كيفية إمساك القلم بشكل صحيح."
ونشأ إيهاب محبًا للخط العربي، مما جعله يفوز بانتظام في مسابقات الخط العربي في المدرسة. وبعد تخرجه من جامعة القاهرة بدرجة البكالوريوس في إدارة الأعمال عام 2014، قرر أن يطور فنه.
ما الذي يلهم فنك الآن؟
ما يلهمني هو فنانوا الخط العرب وغير العرب، وأعتقد أن المصممين غير العرب أكثر تقدمًا، لذالك أحاول التعلم منهم لكي أجعل الخط العربي أكثر عصرية. وما يلهمني أيضًا في أعمالي الفنية هو أي شيئ في الواقع سوًاء كانت لوحة فنية أو البحر أو مكان زرته أو أي مرئيات تمنحني شعورًا معينًا ويمكنها أن تعطيني فكرة لعمل فني جديد.
ما الأدوات التي تستخدمها في أعمالك الفنية؟
.Adobe illustrator استخدم قلمًا وورقة، وأمسح عملي ضوئيًا وأحمله على
ولكن يجب على كل خطاط أن يستخدم الورقة والقلم أولاً، لأنني أعتقد أنه لا يمكن لأي تكنولوجيا أن تعطي نفس شعور الإمساك بالقلم والإحساس بالورقة تحته."
أخبرنا بالمزيد عن حبراير
.“Inktober” لقد ألهمتني
وأعتقد أننا كعرب لدينا الكثير من الفنانين الموهوبين المجهولين الذين يحتاجون إلى منصة لعرض فنهم وأنه يمكننا صنع” شيء خاص للخطاطين والفنانين العرب وما إلى ذلك.”
“.وشاركنا إيهاب حلمه: "آمل أن يشارك مليون فنان عربي في هذه المبادرة
هل يمكنك اختيار كلمة واحدة لوصف فنك؟
“.مُلهِم، أو على الأقل هذا ما أتمناه”
حتى أن إيهاب كان لديه سر صغير ليخبرنا به؛ “كنت أكتب على نوافذ السيارات المترِبة عندما كنت صغيرًا، وما زلت أفعل ذلك حتى الآن!“ لذلك إذا وجدت أي كتابة على نافذة سيارة، قد يكون ذاك إيهاب قد مر بالجوار.
زينب حِجي
“.أريد أن يرى كل الناس عملي حتى من لا يتكلم العربية”
لم تمنع دراسة التسويق لأربع سنوات زينب من متابعة شغفها كمصممة جرافيك. وبعد التخرج، شعرت أنه الوقت مناسب للعمل على الشيء الذي لطالما أحبّته.
“أنا مصممة جرافيك لذا فكرت لماذا لا أستخدم موهبتي لغرض أسمى, وهو شرح الأحاديث النبوية للمسلمين. أحب تحدي نفسي، لذلك قررت أن أصنع كل يوم تصميمًا لهذا الغرض المحدد.”
ما الأدوات التي تستخدميها في عملك الفني؟
"استخدم "Pixart" و(المصمم العربي) لأنها برامج سهلة ويمكن تحميلها على الهاتف النقّال."
هل يمكنك إختيار كلمة واحدة لوصف فنك؟
“يمكنني إختيار عبارة تجعلني أفعل ما أفعله كل يوم: "لن تضلوا" للنبي محمد ﷺ وهو يقصد أن التمسك بالقرآن والأحاديث يجعلنا نسير على الطريق الصحيح, وهذا الحديث يجعلني أستمر لكي أساعد جيلنا على فهم الأحاديث بطريقة عصرية.”
(Habibi Collage) جوزف نادر
“البداية كانت في كلية سافانا للفن والتصميم عندما تخصصت في الدعاية والإعلان التجاري، ولكنني حاليًا أعيش في عمان، الأردن.”
ما الأدوات التي تستخدمها في عملك الفني؟
“أنا استخدم فوتوشوب بشكل أساسي وأركز على (الكولاج الرقمي) أو الفن التلصيقي الرقمي.”
وأطلعنا جوزف على مصدر كل صوره الغامضة؛ "معظم” الصور التي استخدمها وُجدت في مكتبة صور الكونغرس. ولديهم أرشيف واسع يوثق الحياة في بلاد الشام والشرق الأوسط منذ الحرب العالمية الأولى، وبالطبع كل صورة ورائها قصة. فأنا آخذ ما أراه بناءً على الصورة وأخلق قصتي الخاصة.”
ما الذي يلهم فنك الآن؟
“أهم شيء هوالموضوع والوجوه في كل الصور التي استخدمها، وكذلك الدعم الذي أحصل عليه على صفحة انستجرام!”
هل يمكنك إختيار كلمة واحدة لوصف فنك؟
“هذا سؤال صعب, ولكن ربما "مُلهَم"، لأنني أعتقد أن الصور التي استخدمها مفعمة بالحيوية وبداخلها أفكار أو مشاعر .كثيرة، وهذا ما يلهمني
أردتُ صهر حبي للتاريخ وثقافتي وبدأت في جمع الصور التاريخية للشرق الأوسط.”
من بوجه خاص تريد أن يطّلع على فنك؟
“أنا أقوم بما أحب، وأقدر أي شخص يقدر أعمالي, ويلقي نظرة على ماضينا في صيغة معادة التخيل. وآمل أن تستمتعوا بالنظر بقدر ما أستمتع بصنع أعمالي!”
تقى الصفتي
“أنا أقوم بما أحب، وأقدر أي شخص يقدر أعمالي, ويلقي نظرة على ماضينا في صيغة معادة التخيل. وآمل أن تستمتعوا بالنظر بقدر ما أستمتع بصنع أعمالي!”
كان حبًا من النظرة الأولى, لم تستطع مقاومة سحر وجمال الأنماط الإسلامية عندما زارت شارع الخيامية بالقاهرة لأول مرة.
“فوجئت بالأنماط التي رأيتها على جدران المساجد في شارع المعز والمهارة في الخيامية! وشعرت كأنني اُستدعيت من قبل تلك الأنماط، وعندها شعرت بأن هذا هو شغفي.”
لم تدرس تقى أي شيء له علاقة بشغفها. حيث درست تصميم المنتجات في الجامعة البريطانية في القاهرة. لكنها لم تستسلم وقررت أن تتعلم وتمارس شغفها بمجهود شخصي.
ولكنها واجهت بعض التحديات، حيث أن الفن الإسلامي واسع للغاية. "يمكن تصنيف الفن الإسلامي في ثلاثة أقسام: الهندسة و (الأرابيسك) أو أنماط الأزهار والخط العربي. وقد ساعدتني زيارة المساجد والمتاحف وقراءة الكتب والمقالات كثيرًا على فهم هذا النوع من الفنون." ولكن اتساع هذا المجال الكبير لم يعيقها، فقررت أن تجربه كله.
"أحاول دائمًا الدمج بين الثلاث أقسام في لوحاتي. ما يعجبني بالتحديد أن الفن الإسلامي فن تجريدي, ويعبر عن مفهوم وحدة الله (التوحيد) من خلال التكرار اللانهائي للأنماط دون استخدام التصوير.
هنا في مصر, وجدت مدارس ساعدتني كثيرًا في تطوير موهبتي وإحداها هي "بيت الفن المملوكي" الذي تعلمت فيه الكثير عن الهندسة الإسلامية بطريقة أكثر عمقًا وشمولية. ومدرسة أخرى "القلم" تعلمت فيها عن الخط العربي وأنماط الأزهار. وبعد أربع أو خمس سنوات، صرت أصنع لوحات وأبيعها لتكريم هذا النوع من الفن ونشره، وفي رأيي هذا أجمل .نوع من الفنون”
ما الذي يلهم فنك الآن؟
أولاً، مراحل الفن المختلفة في كل عصر تاريخي؛ كل منطقة جغرافية لها أسلوبها الخاص وعلى سبيل المثال، تشتهر مصر” بالطراز الفاطمي والمملوكي، والذي يختلف اختلافًا كبيرًا عن الأسلوب المغولي الموجود في الهند وجنوب شرق آسيا أو النمط الصفوي في إيران. وعلى الرغم من اختلافهم جميعًا في أنماطهم وألوانهم وتقنياتهم، إلا أنهم جميعًا يندرجون تحت مظلة الفن الإسلامي.
ثانياً، "فن الإضاءة"، إن القطع المضيئة التي أراها في صور المخطوطات القرآنية القديمة هي من أكثر الأعمال دقة ونقاءً .التي رأيتها على الإطلاق، وأعتقد أنها كانت تمثيلاً مرئيًا لكلام الله، لذلك فقد حظيت بتقدير كبير
ولم يكن الخط وحده كافيًا، فتم إضافة الذهب لتزيين القرآن ليعكس وينقل التنوير الذي يأتي من كلام الله، إلى جانب بعض من أثمن الألوان والأحجار مثل اللازورد الأزرق أو الأخضر الملكيت
إنني أتطلع إلى فناني الإنارة لأنني أريد أن أصل إلى مستواهم من الدقة والنقاء يومًا ما، وخاصة في اللوحات التي تحتوي على كلمات قرآنية.”
ما هي القطع الفنية التي تفتخرين بصنعها؟
“هذه اللوحة استغرقت الكثير من الوقت والجهد، استوحيتها من الأسلوب التيموري الموجود في سمرقند وأوزبكستان وجنوب شرق آسيا خلال القرن الخامس عشر. إنه أقرب أسلوب إلى قلبي نظرًا لاستخدامهم للألوان الزاهية، وإلى جانب اللون لأزرق المستخدم بشكل شائع.
وإن لم يستطع أحد فك الكلمات فالمكتوب هو: (سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله أكبر) . وبعد استخدام أسلوب التيموري، أضفت أيضًا ألوانًا زاهية مثل درجات اللون الأزرق والأحمر والبيج للطوب.
لكي يصبح ثقيلًا وتركه منقوعًا لفترة ثم إما أن تقوم بطلاء الورقة بفرشاة كبيرة ذهابًا وإيابًا أو تضع الورقة بأكملها في الشاي وكلما وضعت طبقات أكثر ، كلما كان لون الورق أغمق.
وبعد أن يجف الورق، عادة ما يستخدمون نوعًا من الحجر الناعم على الورق ذهابًا وإيابًا من أجل تلميعه، ولكنني قررت تخطي هذه الخطوة الأخيرة وترك المظهر المنسوج. وقديمًا، كانوا يستخدمون طلاءًا ذهبيًا حقيقيًا ويتم تصنيعه عن طريق سحق أوراق الورق الذهبية مرارًا وتكرارًا وإضافة الماء وقليلًا من الصمغ العربي أو العسل لتجميعها معًا، إنها عملية شاقة ولكن بنتائج مجزية للغاية. ولكنني اخترت لون الغواش الذهبي بدلاً من ذلك نظرًا لتوافره.”
Author: Lobna Omar