كثير من الناس على دراية بسباقات الطرق وركوب الدراجات الجبلية. ولكن بالنسبة لعشاق الأدرينالين الذين يبحثون عن المزيد من الإثارة والمغامرة, ركوب الدراجات الجبلية يعتبر مزيج من السرعة والجرأة، و يصنف كرياضة خطرة.
يتسابق المشتركين نزولاً على أسفل تل منحدر بدرجات مصنوعة خصيصًا لهذا النوع من السباقات. ما يجعل المتسابق يتغلب على صعوبات الطريق في الغالب هي المهارات التي يتمتع بها والمعدات الواقية، بما في ذلك درع واقٍ للبدن، وبطانات الركبة، ووسادات المرفق، والخوذات، والنظارات الواقية، وفي بعض الأحيان دعامة الرقبة كإجراء احترازي إضافي.
قيادة الدرجات الجبلية يعتبر رياضة جديدة ولكنها حازت على شعبية كبيرة، لذلك فإن السيدات تستطيع التقدم فيها والوصول إلى مراكز عالية بالمقارنة مع الرجال.
تعرفوا على سميّة غرين، 16 عامًا، فتاة مسلمة من لندن, تحب دراجتها كثيرًا التي تقودها منذ عامين وتتنافس في سباقات في جميع أنحاء المملكة المتحدة, سوف تعطينا سميّة لمحة عن تجربتها في قيادة الدرجات الجبلية والمنافسة، والمخاوف التي تواجهها والقوة الذهنية التي تحتاجها لإنهاء أي سباق.
كيف أنضممنتِ إلى ركوب الدراجات الجبلية؟
عندما كنتُ طفلة صغيرة كنت أذهب في كثير من الأحيان مع والدي، وأخي الكبير وشقيقتي لركوب . وقد أحببت الأمر كثيرًا! ثم انتقلنا إلى منزل جديد وبعد فترة توقفت عن القيادة في سن الثامنة. ولكن أخي لم يتوقف، وظل يذهب لركوب الدرجات مع والدي. بعد ست سنوات انتقلنا إلى منزل جديد مرة أخرى, ولكن هذه المرة إلى الريف. هنالك بدأ أخي في قيادة الدرجات على المنحدرات، وقام بالإنضمام إلى السباقات وكنت أذهب معه للمشاهدة وتشجيعه.
وفي يوم ما, أقترح والدي وأخي أن أستأنف قيادة الدرجات والإنضمام إلى السباقات. وكان هذا قرار صعب حيث أنني لم أركب دراجة منذ سبع سنوات ونصف. ولكني أعدتُ النظر في الأمر بعد محاولات إقناع كثيرة من قِبل أبي وأخي. سافرنا إلى المكان الذي كنا نتمرن فيه في "أستون هيل". كان التوتر هو سيد الموقف في بداية الأمر ولكني حصلت على المزيد من الثقة حينما تذكرت ذكريات الطفولة, وكيف كانت قيادة الدرجات مصدر بهجة ومتعة بالنسبة لي. بحلول نهاية اليوم كنت قد اتخذت قراري لبدء ركوب الدرجات الجبلية مرة أخرى, عندها اشترى لي والدي دراجة وانضممت لأول سباق لي
ما هي أكثر شيئ يخيفك في القيادة؟
مواجهة حقيقة أنني معرضة للأصابة. تأثير الإصابات الخطرة نفسيًا وعقليًا يكون مثل تأثيرها جسديًا. حيث أن القيادة على أسفل التل يأخذ الكثير من القوة الذهنية وبدون قوة ذهنية لا أحد يستمر في هذه الرياضة. قد يقع حادث واحد بسيط , يمكن أن يحدث كسر للعظام أو كدمات في الساق لمدة أسبوع. ارتداء درع للجسم يحمي المتسابق ولكن السرعة التي نقود بها تكون شديدة وهناك الكثير من العقبات في الطريق كالأشجار والصخور مما يجعل الإصابة سهلة للغاية.
كيف يمكنكِ قهر هذه المخاوف؟
أحاول ألا أفكر في الأمر كثيرًا. وكما قلت في السابق, كل القدرات تكمن في القوة الذهنية. وأحاول التفكير في كل المعاني الإيجابية التي يمكن أن تنبثق من ما أقوم به والإبقاء على تلك العقلية الإيجابية
كيف تتعاملين مع إرتداء الحجاب خاصةً في الطقس الحار؟
في البداية, وجدتُ صعوبة كبيرة حيث لم أكن معتادة على ممارسة رياضة كهذه وأنا أرتدي الحجاب, وبعد فترة من الوقت اعتدت على ذلك. يتم تصميم الملابس التي أرتديها خصيصًا لركوب الدراجات الجبلية. فهي ملابس خفيفة حتى لا ترتفع درجة حرارتي, ولكنها أيضًا فضفاضة ومحتشمة. في بعض الأحيان في الطقس الحار, يكون من الصعب ارتداء الحجاب ولكن هذا شيئ اعتدت عليه, بالإضافة إلى أنني أستطيع شرب أي مشروب بارد وسيقوم بتهدئتي على الفور.
ماذا تشعركِ هذه الرياضة؟
قيادة الدرجات الجبلية يجعلني أشعر بالحياة, بالنسبة لي التسابق يجعل الرياضة أكثر إثارة. هذا الشعورالذي ينتابني عندما أكون على خط البداية في تأهب للسباق, ووجود التحدي هو ما يشجعني على الأستمرار. بالإضافة إلى الشعور بالأدرينالين خلال القيادة وتنفسي الصعداء عند الفوز يجعلني أرغب في الخروج والذهاب إلى المساباقات. أما عطلة نهاية أسبوع السباق فدائمًا تكون رائعة حيث أني أقضيها في التحدث إلى أصدقائي واكتساب صداقات جديدة
كم عدد السباقات التي فزتِ بها؟
لقد فزتُ ثلاثة عشر مرة أو ما شابه من أصل سبعة وعشرين مسابقة، ووصلت لفئة أفضل خمسة في معظم السباقات الأخرى ما عدا عدد قليل.
ما هي العقبات التي تواجهيها على المستوى الشخصي أو العقلي أو الجسدي؟
القوة الذهنية مهمة كالقوة الجسدية. لا بد لي من التمرّن في صالة الألعاب الرياضية، ورفع الأوزان والقيام بتمارين أخرى للحصول على جسم لائق حتى لا أتعب عندما أتسابق. ركوب الدرجات هو تدريب بدني ويستغرق وقتًا لكي تصل إلى اللياقة البدنية المطلوبة. كذلك مع القوة الذهنية, فيجب عليك تدريب عقلك أن تكون إيجابي وفي حالة تركيز
هل تأخذين ركوب الدراجات الجبلية على محمل الجد؟
نعم، أرغب أن تكون هذه مسيرتي المستقبلية. أود أن أحصل على رعاة, وأن أتفرغ للتسابق بشكل كامل. وأن تتاح لي الفرصة للفوز بكأس العالم. أريد أن أكون بطلة العالم في التسابق بالدرجات الجبلية وأول امرأة مسلمة تتسابق في كأس العالم. أطمح أن أكون في قمة الرياضة , وفي الوقت نفسه مُلهمة لكل النساء في جميع أنحاء العالم.
كيف يمكن للناس أن يشاركوا؟
الأمر بسيط جدًا, سوف تحتاج إلى دراجة للمبتدئين ومكان للتدريب. في بداية الأمر, التدرب في مسار سهل سيكون أفضل. لأنك إذا أردت أن تنفذ شيئ لا تستطيع القيام به من البداية, فأين المتعة؟ ومن تلك النقطة, يمكنك بناء مهاراتك وربما يمكنك الإشتراك في بعض السباقات
بماذا تنصحين الشابات المسلمات؟
إذا أرادت أن تفعلي أي شيئ، لا تتراجعي! إرتدائك للحجاب لا يعني أنكِ لا تستطيع أن تفعلي ما تريدين. هناك الكثير من النساء حول العالم يفعلن أشياء مذهلة. لماذا لا تكونين واحدة منهن؟