أخبرنا القليل عن نفسك؟
درست الهندسة المعمارية هنا بجامعة القاهرة في مصر. لقد احتجت لثمان أعوام لإتمام دراستي الجامعية ورغم أنه ليس بالشيء الذي قد يفخر به البعض الا انني فخور به لأنني كنت اعمل بالإضافة لدراستي ورغم ان عمل لم يساعدني كطالب الا انني كنت قد اكتسبت –وقت تخرجي-الخبرة العملية.
لقد بدأت العمل بمجال الهندسة المعمارية عاما قبل تخرجي وقد امضيت عاما اخر بعد تحرجي اعمل في نفس المجال ثم قمت بتغيير مساقي المهني تماما. وهذا ما أضاف لي الكثير من الخبرة.
وكيف بدأت قصتك مع اليوتيوب؟
كنت اتابع العديد من البرامج عبر اليوتيوب فالعديد منا يستمتع بمشاهدة البرامج عبر اليوتيوب والكثير يتمني ان يصبح له برنامجه الخاص عير اليوتيوب. كنت يوما برفقتي صديق وابنه البالغ من العمر عشرة أعوام وحينما سألته ماذا تود ان تصبح حين تكبر؟ جاوبني اود ان أصبح" يوتيوبي" فقلت لنفسي ان هذا شيء رائع وبإمكاني انا أيضا ان أصبح يوتيوبي.
بدأت انتاج افلامي عن طريق الفيس بوك كبعض الأفلام الدعوية فلقد كنت املك العديد من الأفكار وكان بإمكاني تصوير وتعديل افلامي باستخدام كاميرا كانون 20 د الخاصة بشقيقي حتى تعطلت الكاميرا.
بدا البعض بإبداء اعجابهم بمحتوى افلامي وبدأت بالحصول على متابعين ولكنني ابلغتهم "لقد تعطلت الكاميرا التي كنت استخدمها لتصوير افلامي وليس بإمكاني انتاج المزيد من الأفلام في الوقت الحالي" فاجأتني ردة فعل المتابعين الذين باشروا بتجميع المساعدات لمساعدتي على اقتناء كاميرا جديدة وحتى سالت البعض حينها " هل من الطبيعي ان اقبل المساعدة من هؤلاء الأشخاص؟" وكانت الردود التي حصلت عليها وقتها " ما تقوم به هو نوع من أنواع الدعوة ونحن نرغب بمساعدتك" فقلت حسنا لنفعل ذلك.
عدت لإنتاج افلامي مباشرة بعد حصولي على الكاميرا الجديدة. كانت هذه بالنسبة لي إشارة لمتابعة ماكنت قد باشرته باذن الله. الفكرة الأساسية والأولى خلف عملي هي الدعوة. اريد ان أشارك المتابعين من خلال افلامي اليومية نمط حياتي وماذا افعل وماذا اكل ومن هم أصدقائي وماهي حياتي. ما اردته هو ان اشاركهم يومياتي كمسلم بعيدا عن الصورة النمطية التي تصف المسلم حاليا بالإرهابي وهو جل ما يعرفوه عنا.
متى تم تدشين استبرق ومن اين استوحيت هذه العلامة؟
تم تدشينها في ال 15 من شهر يونيو في العام 2013 ورغم انني لا اذكر التاريخ عادة الا ان هذا التاريخ كان مهم لأنه 30 من يونيو بأسبوعين وهذا ما أدى لتعطيل خدمات التوصيل ولم نستطيع انجاز أي شيء حينها. حتى خدمة الانترنت تعطلت وكل شيء كان فوضوي.
استوحينا فكرة استبرق من شغفنا بالعلامات التجارية. فنحن معجبون بالأفكار وراء العلامات التجارية كأديداس وناييك وسبرنجفيلد وما شابههم. فعندما يقتني أحدنا شيء ما من هذه العلامات التجارية فهو سينظر لعلامة التعليق ليقرا الرسالة التي تود تلك العلامة التجارية ايصالها. أذن فكرة انه بإمكاننا إيصال رسالة ما من خلال علامة تجارية كقميص او غيره من المنتوجات كانت امر مذهل بالنسبة لنا. لم نتمكن من إيجاد شيء يمثلنا نحن كمسلمين كعرب كمصريين كمسلمين عصريين. شعرنا كان تمكين محد1ي التغيير المسلمين لان هذا هو ما نرى اننا نقوم بفعله.
ماهي الفكرة خلف الاسم استبرق؟
هي كلمة مذكورة في سورة الرحمن. اذن هي مستوحاة من القران الكريم وهو ان شاء الله ما سنرتدي في الجنة.
؟#AlienBeard ما هي لحية الغريب او كما أطلقت عليها
لحية الغريب هي كل شيء يمثلني شخصيا وغيري من الملتحين لأنك تعلم تماما ان الجميع ينظر الى الرجال الملتحين كإرهابين او غرباء فأردنا التركيز على هذا المعني. فاذا كنت تريد ان تنظر الينا كغرباء فسوف نجعله شيء مثير وسنجعل الغريب الملتحي شخص تتمنى ان تكون مثله ومن هنا جاءت الفكرة.
ضمن أي فئة تندرج تصاميم ثيابك؟
هي مزيج ما بين الملابس الرائجة ونمط الحياة. لأنني في النهاية أهدف لإنتاج ملابس تصلح للمسلم.
التعليمات التي نعطيها للمصممين هي اننا نريد شيء "كوول" وفريد ويحمل طابعا إسلامي عصري. ما اعنيه اننا حتى وان تماشت تصاميمنا مع صيحات الموضة العصرية فهي لابد أن تحمل ضمنيا فكرة إسلاميا نروج لها من خلال المنتج.
هل هي مستوحاة من القيم التي تؤمن بها كمسلم؟
قطعا.
لكل طقم من الاقمصة شخصية مختلفة. ماهي الفكرة خلف ذلك؟
الفكرة هي ان لكل لون شخصية فاللون الأبيض مثلا هو لون الصدق والأسود يدل على الشخصية القيادية ومن هذا المنطلق قمنا بإعطاء كل لون اسم. وبما ان لكل لون اسم فعندما يقوم الشخص بطلب لون ما فانه لا يطلبه عن طريق اسم اللون نفسه بل بالاسم الذي وضعناه له.
لما هو مهم لديك ان تقوم بإطلاق الصيحات؟
هذا سؤال جيد. عندما يكون هناك امرا ما شائعا كدونالد ترامب على سبيل المثال او امر يشغل العالم فانا لا أحب ان اتابعه او أنتج فيلما عنه لان هذا يعني فقط انني اتبع الاخرين في سبيل الحصول على الشهرة عن طريق هذا الامر الشائع. انا لا احبذ هذا السلوك على الاطلاق ولا أكن أي احترام لمن يتبعه لأنه شيء سهل جدا. انه امر لا ينطلي على شخصيتك او ما تقف عليه من قيم. ماذا ستمثل إذا كنت تتبع كل صيحة رائجة؟
وهذا ما أحاول فعله. حاول ان أخلق صيحاتي الخاصة بي ليس في ازيائي وافلامي فقط وانما في كل شيء. اريد الناس ان تتبع صيحاتي ولا اريد ان اتبع أحد لان هذه هي مشكلتنا الأساسية فنحن كمسلمين نقلد كل شيء.
لماذا تريد أن تبقي الإنتاج في مصر؟
انخفاض التكلفة كانت من أحد الأسباب الرئيسية بالإضافة لرغبتي بإعطاء اهل مصر شيئا من الامل. من السهل جدا ان اسافر الى كندا او لندن على سبيل المثال لتأسيس استبرق هناك لان المسلمين في الغرب بحاجة لاستبرق أكثر نظرا لتعطشهم لما يمثلهم وصدقا انا أرى الرواج على استغرب اشد في الغرب.
لكنني مؤمن بأهمية الإنتاج هنا لانني اريد ان اعطي المصريين الامل بانه من الممكن ان تبدأ شيء ما هنا وتنجح به. ان لدي ايمان شديد بان رفعة مصر تؤدي لرفعة الوطن العربي مجملا.
هل يتم الإنتاج بالكامل في مصر؟
نعم كل شيء حتى القطن. حيانا نستخدم القطن المصري ولكن الطريف في الامر ان الناس في مصر لا تقدر القطن المصري. ولذلك لا نقوم بالتركيز عليه كثرا الان
هل تلمس الدعم لاستبرق في مصر وخاصة من فئة الشباب؟
قطعا. الجميع يبحث عن قطعن من الامل سوى اكانت شركم ام شخص ينتج أفلاما تشعرهم بان الوضع الذي نعيشه الان لن يستمر للأبد. ولكنني أحب ان اخذ خطوة إضافية للأمام فاستخدم هذا الدعم والاهتمام كقاعدة لبناء شيء ما. في الكثير من افلامي ومباشرة بعد ان يظهر لي المشاهرين دعمهم الذي أثمنه كثيرا أخبرهم ان ذلك لا يكفي وعليكم ان تسألوني كيف بدأت هذا المشروع وماذا فعلت. حاول ان ادفعهم للأمام واشاركهم الكثير من الأمور لأساعدهم على خلق شيء ما.
ماهي بعض التحديات التي واجهتك خلال إطلاق شركتك؟
بداية هناك الوضع السياسي في مصر. بعد أسبوعين من تدشين استبرق حدث الانقلاب العسكري فكانت تلك ضربة قوية. بالإضافة للأمور المتعلقة بالجودة والمعايير. فذات صيف قمنا بإنتاج العديد من المنتجات التي كانت جاهزة للتسويق ولكن قبل يومين او ثلاثة أيام من استلامها فأجاني صديقي وشريكي في المشروع حين دخل الى المكتب وقال لي لدي بعض الاخبار السيئة. لقد احترق المصنع بأكمله بما فيه منتجاتنا.
لقد حصلنا على جزء من اموالنا لكننا خسرنا الموسم بأكمله وقضينا عاما كاملا دون أي منتجات. بالنسبة للجودة هناك أيضا امر اخر فلابد لك ان تتعاقد مع مصنع جيد جيدا ورغم ذلك عليك ان ترسل شخصا ما للوقوف على الإنتاج والاشراف عليه بصورة شخصية. بالإضافة لارتفاع نسبة التضخم بصورة مبالة بها فقد كان سعر صرف الجنيه المصري مقابل الدولار الامريكي 8و8 قبل عدة أشهر اما اليوم فقد ارتفع ل 20 فلك ان تتخيل ارتفاع تكلفة الإنتاج التي يقابلها استمرار تدني الأجور. ولذلك من الصعب لنا ان نحقق الأرباح من منتجاتنا؟ فعلى سبيل المثال القميص الذي ارتديه قيمته 300 جنيه مصري وهو مبلغ زهيد جدا قياسا باي شيء اخر.
لقد قمت مؤخرا بتدشين اول محلاتك على ارض الواقع. ماهي الخطوات التي سبقت هذا التدشين وما هو مدى الاقبال عليه حتى الان؟
لدينا صديق يمتلك متجرا للعطورات ويشاركنا القيم فقمنا بإعطائه بعضا من منتجاتنا ليقوم بتسويقها لنا وقد سارت الأمور على ما يرام. لاحقا أخبرني عن متجر شاغر قريب من متجره ومبلغ ايجاره منخفض وقال لنا اذا لم تقوموا بتأجيره فسأقوم انا بتأجيره واطلاق اسم استبرق عليه وسأقوم ببيع منتجاتكم (يضحك).
ولم أكن املك المال لاستجاره وقتها فاتفقنا على ما يشبه حق الامتياز وقام باستئجار المحل وتأثيثه وتدشينه وكان الامر برمته هدية لنا من الله. وهذا ما شعرته حين وقفت حينها اما المتجر.
ماهي بعض المهارات التي تحتاجها للبدء بمشروع تجاري؟
مبدئيا هذا يعتمد على أي نوع من المشاريع لكن الامر الأساسي هو استيعاب ان الأمور لن تكون سهلة وعليك ان تتغاضي عن نظرة ستيف جوب الوردية وانت تتعلم كيف ان تحب ما تفعل لان هذا وفي بعض الأحيان هو كل ما بوسعك فعله. قد تكون مفلسا أحيانا وقد لن تملك الوقت او قد تصادف المشاكل وكل ما يتبقى لك حينها هو الشغف الذي ابتدأت به. لو لم تكن مولعا بما تفعل فلن تواصل ما بدأت.
اهم شيء هو ان تمتلك الدافعية. طبعا لابد لك ان تبحث وتقوم بالعديد من الأمور الروتينية التي قد نبدو مملة بعض الشيء ولابد ان يكون لك فريق وهو امر مسلم به. من المهم أيضا ان لا تبالغ بأحلامك وان لا تبالغ بالتفكير فاذا كانت فكرو منتجك لم يتم طرحها في الأسواق مسبقا فبادر بطرحها. من المهم ان تختبرها والا فستبذر الكثير من الوقت في التفكير والتخطيط والقراءة ثم عندما تقوم بطرح المنتج قد تفاجا باكتشاف ان الفكرة ليست جيدة او انها لم تنل قبول الناس واذا حدث ذلك سوف تتحطم؟ ولذلك نصيحتي دوما ان تنتج نموذج مبدئي من منتجك لتجربة فاعليته ورواجه.
ماهي النصيحة التي توجهها لأي شخص يمتلك فكرة لمنتج او علامة ولكنه متخوف من اتخاذ الخطوة الأولى؟
احدى المقولات التي دائما ما اكررها هي انه ليس بوسعك ان تندم على شيء فعلته بل ستندم على ما لم تفعل. هذا شيء يجب ان تؤمن به وهناك فرق بين ان تكون مفكرا او فاعلا. فالمفكر هو من يقوم بممارسة التفكير دائما دون ان ينفذ شيئا. لا يمكن ان تنجز شيئا ما او تحصل عل نتيجة دون العمل. هناك كتاب مهم يدعي البداية اللينة ويتحدث عن مبدا التخطيط الغير متبوع بالتجربة او استفتاء اراء الغير والسعي خلف الحصول على النقد البناء من الاخرين. اذا كان لديك فكرة لمنتج ما فقم بإنتاجه واطرحه في الأسواق وانتظر ردة فعل الجمهور فانت لا تدري ان كانت الفكرة المطروحة جيدة ام لا.
ماهي تطلعاتك المستقبلية سواء لاستبرق او قناتك اليوتيوبية؟
بالنسبة لاستبرق فلدينا الرغبة بالتواجد في مختلف دول العالم تلبية للعديد من الطلبات التي تأتينا من دول مختلفة. وقد باشرنا بهذه الخطوة وأيضا نحن بصدد افتتاح بضع متاجر إضافية هنا في مصر ربما في أحد المجمعات التجارية.
بالنسبة لقناة اليوتيوب فسأستمر بفعل ما أقوم به حاليا لأنني الشخص الوحيد الذي يديرها. ولدي رغبة بالحصول على رعاة للقناة ومن ثم إيجاد شخص إضافي لمساعدتي على تكثيف نشاطها.